العذراء مريم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][color=blue]فتاة فقيرة ارتضدت لنفسها الأتعاب وأن تنعت بأبشع الألفاظ. وهبت كل حياتها من أجل عمل عظيم كلفها آلاماً نفسية لا تحتملها أى أم فى الوجود، أن تشاهد لحظات تعذيب و موت ابنها فى صمت من أجل خلاص أعدائه. آمنت بوعود تبدو مستحيلة و حفظت كل شئ فى قلبها. لذا استحقت أن تكون لؤلؤة السماء، فوق الجميع حتى الملائكة. و بدلاً عن الألفاظ الجارحة صارت مطوبة و شفيعة كل الخطاة و المدحورين. صارت مثالاً لكل معانى الجمال تلك المملوءة مجداً. حواء الجديدة أم القدوس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]+ أدهش عندما أنظرك تخدمين في الهيكل بطاعة واحتمال وانت مازلت طفلة صغيرة تحتاجي للرعاية وتحتاجي أن يخدمك الآخرين، وأكثر ما يدهشني هو خضوعك عندما أعلموك بأنك ستتزوجي برجل شيخ (يكبر عنك كثيراً) كيف لم تتذمري أيتها الفتاة الصغيرة ذات الاثني عشر سنة ؟! كيف لم تطالبي بفتى الأحلام الذي يقرب منك سناً وفكراً ؟! وكيف خضعت لتتزوجي بشيخ فقير لن تجدي معه إلا كل بؤس كل فقر كل تعب؟
وكيف قبلت بشارة الملاك الذي أعلمك أنك ستحبلين وأنت عذراء كيف آمنت بقوله على الرغم من استحالة الأمر؟!وكيف رضيت أيتها العفيفة الطاهرة البتول النقية أن ينظر إليك بنظرات إتهام وشكوك مميتة ؟! وكيف ظليت صامتة طول هذه الفترة كيف لم تخبري عما رأيتِ وما سمعتِ من الملاك وكيف لم تدافعي عن نفسك وكيف لم تتكبري أو تنتفخي ؟! كيف لم تنظري لنفسك على أنك أفضل من كل البشر الذين على وجه كل المسكونة؟! وكيف ذهبت بإتضاعك العجيب لتخدمي أليصابات بعد أن أخذت وعد بأن تصيري أم الله وبدأت فعلاً تشعري به في أحشائك؟!!وكيف بذلت ذاتك وخدمتيها بالرغم من أنك كنت في نفس ظروفها تقريبًا ولك نفس إحتياجها للراحة ؟!!وكيف لم تتذمري وأنت مطالبة أن تسافري إلى بيت لحم وأنت على وشك أن تضعي وليدك؟ كيف؟! وكيف رضيت أن تلدي في حظيرة غنم !!! كيف لم تطالبي بأن تلدي داخل قصر عظيم ؟! كيف يا أمي احتملت الهرب إلى مصر وأن تصيري منبوذة ومرفوضة من كثيرين؛ فلم يكن من السهل أن يقبلكم أي شخص وهو يعلم أنكم مطاردون من هيرودس الملك الشرير سافك دماء الأطفال الأبرياء؟!!
وكيف ظليت صامتة طول حياتك حتى وأنت واقفة متألمة تحت الصليب ؟! يا أمي أرى أنك قبلت من البداية أن تصيري أم الله لا لتأخذي كرامة لنفسك وإنما لتحققي مشيئة وقصد الله. وهذا أعظم ما يمكن أن يعيش لأجله الناس فليتني أتشبه بك يا من تشبهت بابنك يسوع الحبيب وأحيا لأعمل لا إرادتي بل إرادة الرب وحده.
++++++
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]